اعتبر الشيخ الدكتور سلمان بن فهد العودة الأمين المساعد في اتحاد علماء المسلمين أن وجود كتاب "التلمود" الذي يشكل العقل اليهودي المتدين على وجه الخصوص مترجماً باللغة العربية للباحثين بهذه الصورة يعد إنجازاً كبيراً، خاصة وأن الكتاب ليس فيه شبهات وإنما فقط يعبر عن عقلية اليهود وانحرافهم وجرائمهم.
وفي حلقة الأمس من برنامج ميلاد التي جاءت تحت عنوان "هولوكوست" ذكّر فضيلته ب "الضجة" التي صاحبت معرض الكتاب بالرياض 2012 لوجود ترجمة التلمود ضمن معروضاته، متسائلاً هل كان وجود هذا الكتاب خطأ؟!
وأبدى د. العودة تعجبه ممن هاجموا ترجمة الكتاب بدلا من أن يقدموا الشكر باعتباره خدمة للثقافة العربية والإسلامية، لأنهم أعطونا سلاحاً في مواجهة عدونا يكشف لنا عقلية اليهود، وكيف يفكرون، مشيرا إلى أن اليهود أنفسهم كانوا منزعجين جداً من ترجمة الكتاب، وظلوا يطاردون هذه الترجمة ويحاربونها.
وأشار د.العودة إلى أن التلمود أو ما يسمى بالعهد القديم يقع في حوالي 39 كتاباً، ومنه الأسفار الخمسة الأساسية، والعهد الجديد وهو التوراة وكتب اليهود، يزعمون أنها من الله -سبحانه وتعالىـ إلا أن كثيرا من العلماء يقولون بوضوح إن الزعم بأن تفاصيل هذه الكتب من عند الله أمر غير ممكن ؛ لأنه فيه الكثير من القصص عن المسيح وما بعده، مما يدل على أنه خلال تلك الفترة الطويلة دخله الكثير من التغيير والتحريف، مشيرا إلى أنه ترجم إلى لغات شتى، وهو خليط من الأفكار والآراء والنصائح والتوجيهات والمعاني والبيانات والاجتهادات والفتاوى، وطبعت المؤسسة الأردنية أول ترجمة عربية له من اثني عشر أو ثلاثة عشر مجلداً.
قراءة التلمود
وردا على سؤال حول موقف عمر بن الخطاب حينما نهاه النبي - صلى الله عليه وسلم- عن قراءة التوراة ، أوضح الشيخ سلمان، أن قصة عمر - رضي الله عنه- ليست بالقوية وكما ذكر أهل العلم ومنهم الحافظ وابن حجر وغيره أسانيدها عديدة ولا يثبت منها شيء، مشيرا إلى ما ورد في البخاري عن النبي -صلى الله عليه وسلم-: « حَدِّثُوا عَنْ بَنِى إِسْرَائِيلَ وَلاَ حَرَجَ »، وعند أهل السنن عن أبي هرير وعن عبد الله بن عمرو بن العاص فأذن النبي -صلى الله عليه وسلم- بالتحديث عن بني إسرائيل وليس التحديث بالكذب مثلما ذكر الخطابي وغيره فالكذب لا يُنقل وإنما التحديث بما لا يثبت لك كذبه أو بما يحتمل الصدق والكذب أو بغير ذلك، ولهذا قال أيضاً في الأحاديث الأخرى (لا تصدقوهم ولا تكذبوهم).
دم لفطير صهيون
وأشار فضيلته إلى أن اليهود ينظرون للشعوب الأخرى بازدراء، لدرجة استباحة دم كل من لا يؤمن بدينهم وهذا منصوص عليه في التلمود، وفي بعض كتبهم المقدسة، مشيرا إلى أن "عيد الفصح" أو "عيد الفطير"؛ يصنعون فطيراً من الدم البشري ويأكلونه تقربا إلى من يسمونه "يهوه" إلههم المزعوم. وقال: " قرأت قصة أن طبيبا كان يعمل في مختبر وكان يسكن عند عائلة يهودية فطلبوا منه دماً بشرياً، وبدأ يتحرى ليكتشف بذلك الفضيحة"، وأضاف هناك رواية للدكتور نجيب الكيلاني اسمها "دم لفطير صهيون"،تكشف ما كان يجري في أحياء اليهود بدمشق أو غيرها من جهة أنهم أحياناً قد يستدرجون طفلاً أو غيره من أجل التضحية به للطقس الديني".
اليهود في الخليج
وذكر د. سلمان العودة أن الله تعالى علم أنه سيكون هناك معركة فاصلة ما بين المسلمين وما بين اليهود، وأنه رغم مرور السنوات الطويلة خلال الخلافة الإسلامية كان اليهود ضمن الحكم الإسلامي؛ يشتغلون في طب أو في تجارة أو غيرها وموجودة مجموعات مثلما تعرف حتى في الخليج.
مشيراً إلى كتاب "اليهود في الخليج" للدكتور يوسف المطيري من الكويت، وقد جرى حول الكتاب حديث إعلامي كثير ، وهو عبارة عن رسالة ماجستير عن منطقة مسكوت عنه وهي اليهود في الخليج.