إرسال إلى صديق طباعة حفظ
العنوان بطاقات التخفيض
المجيب
أ.د. علي بن عبد العزيز العميريني
عضو هيئة التدريس بجامعة الملك سعود
التاريخ السبت 27 صفر 1428 الموافق 17 مارس 2007
السؤال

أنا أدرس حالياً في كندا، وتقوم الحكومة الكندية بأخذ ضرائب مبيعات على كل بضاعة أو منتج بنسبة 15% تضاف للقيمة الإجمالية، ويدفعها المشتري. وتقوم بعض المنظمات والهيئات الخاصة والعامة بمساعدة الطلاب عن طريق توفير بطاقات تخفيض يشتريها الطالب بقيمة رمزية، ومن ثم يتحصل على تخفيض على كثير من المنتجات، مثل تذاكر الطيران والتصوير وشراء الكتب والأطعمة والملابس وغيرها، وقد يصل التخفيض إلى إسقاط كامل نسبة الضرائب.
سؤالي هو: بالنسبة لنا كطلاب مغتربين، ويفرض علينا مثل هذه الضرائب العالية.
والسبيل الوحيد لنا كطلاب للتخفيف من حمل هذه التكاليف هو شراء مثل هذه البطاقات التي تميزنا عن الآخرين في المجتمع كطلاب، ومن ثم نكون مخولين بالحصول على هذا التخفيض. فهل يجوز استخدام مثل هذه البطاقة؟ علما أننا لا يمكن أن نتحصل على هذا التخفيض دون شراء مثل هذه البطاقات.
وقد سمعت أنه يجوز دفع الرشوة للحصول على الحق، إذا كان السبيل الوحيد للحصول على هذا الحق هو الرشوة، دون إباحتها للمتحصل عليها. فهل يمكن لي أن أقيس هذه المسألة بالمسألة السابقة، حيث أقوم بدفع هذه الثمانية دولارات لكي أسترجع قيمة الضرائب التي أخذت مني؟

الجواب

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
لا أجد مشكلة حقيقية لدى السائل، ما دام أنه بواسطة هذه البطاقة يحصل الطالب أو المشتري على تخفيض قد يعادل أو يفوق قيمة ما يفرض من ضرائب، وهذا الإجراء الذي يتلخص في شراء بطاقات التخفيض جائز شرعاً، ولا بأس به.
وفيما يتعلق بالرشوة، فهي حرام جملة وتفصيلاً، وقد قال الله تعالى: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُم بَيْنَكُم بِالْبَاطِلِ" [النساء:29]، ويقول عليه الصلاة والسلام "لعن الله الراشي والمرتشي والرائش"، ومع ذلك... يقع ظلم على بعض الناس، وتضيع حقوقهم، فإن لم يجد المرء طريقاً للوصول إلى حقه، ودفع الظلم والضرر عن نفسه إلا بالرشوة، فالأفضل له أن يصبر حتى يستطيع أن يدفع الظلم والضرر عن نفسه بأيسر الطرق الحلال، لكن إن سلك سبيل الرشوة من أجل الحصول على حقه، فقد رأى الجمهور أن الآخذ يأثم -وهو المرتشي دون الراشي- لأن الأمر قد وصل إلى حد الإكراه كما في قوله صلى الله عليه وسلم: "رفع عن أمتي الخطأ والنسيان وما استكرهوا عليه لأنه إنما دفع الرشوة من أجل الوصول إلى حقه، ودفع الضرر والظلم عن نفسه.
أما حالة السائل هذه فإنها لا تقاس على دفع الرشوة لدفع ظلم أو ضرر عن النفس، ذلك لأن السائل يمكنه التعويض عن ذلك بشراء بطاقات التخفيض، ثم إن هذه سياسة دولة واقتصاد بلد يعم جميع المواطنين من أجانب وغيرهم، فالضرر غير متحقق في مسالة السائل، ولهذا لا يجوز له دفع الرشوة لدفع ما يراه ظلماً، حيث لا ظلم في الواقع، ثم إن له طرقاً عدة للوصول إلى الحلال، ثم إن المحرم لا ينقلب حلالاً لمجرد التعامل مع دولة كافرة، أو مجتمع كافر. وبالله التوفيق.


إرسال إلى صديق طباعة حفظ