الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:
أخي الكريم: مرحباً بك في موقعك الحبيب الذي يسعد أيما سعادة بتواصلك معه، فهو الحضن الدافئ لك.. فمرحباً بك نلتقي على طاعته، نتعلم علماً نافعاً، نتواصى فيه على الخير وعلى الحب في الله.. فأهلا ومرحباً بك أيها الحبيب.. ولا يفوتني أن أشكرك على صراحتك وتواصلك مع إخوانك وآبائك في موقعك.. وأسأل الله أن يجعلنا ممن يعمل بما علم.
تقول أخي الكريم إنك تعاني من عدم التوفيق في كل شيء حتى في العمل: وأقول لك أخي الحبيب إن عدم التوفيق الذي تعانيه في حياتك هو من شؤم معصيتك.. فلا يخفى أن للمعاصي آثارا عظيمة في حدوث المصائب، وإزالة النعم والسرور، وجلب النقم والشرور، وتضييق الرزق.. وكلما كثرت الذنوب اشتدت الخطوب، وضاق العيش، وأظلم القلب، وفرح الشيطان، وغضب الرحمن..
وأذكرك أيها الحبيب.. هنا بما قاله الله عز وجل: "وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِيرٍ".. ويقول الإمام ابن القيم رحمه الله تعالى في كتاب الداء والدواء: (ومن عقوبات الذنوب أنها تزيل النعم وتحل النقم، فما زالت عن العبد نعمة إلا لسبب ذنب، ولا حلت به نقمة إلا بذنب).. وكما قال علي بن أبي طالب رضي الله عنه: (ما نزل بلاء إلا بذنب، ولا رفع بلاء إلا بتوبة)..
يا أخي الكريم لقد ذكرت سبب بلائك في رسالتك، وأذكره لك بنص رسالتك: (لديَّ بعض الذنوب مثل عدم انتظام الصلاة وعدم مداومة قراءة القرآن..).. أخي الحبيب تخلص من ذنوبك، تتخلص من شؤم معصيتك.. أحسن علاقتك بالله عد إلى ربك.. احرص على الصلاة في جماعة.. احرص على الاستغفار.. احرص على قراءة القرآن وحفظه.. اذرف الدموع بين خالقك.. تصدق من مالك مهما كان قليلاً.. ستجد بركات الطاعة في نفسك، في بيتك، في حياتك كلها.. فكما أن للطاعة شؤم فللطاعة بركات وثمرات..
وأما عدم قناعتك أيها الحبيب: فهي من الخطورة بمكان، فالرضا أيها الحبيب:- راحة البال.. سكينة الفؤاد.. سلام مع النفس.. أن ترضى عن يومك.. وتُوقن بغدك.. ترضى عن ربك فترضى عن نفسك وترضى عن الكون كله.. أليس كل هذا غنيمة روحية نفسية لا يملكها إلا المؤمن وفقط.. أما غيره فهو في سخط.. سخط على نفسه.. سخط على كل ما حوله.. لماذا جاء إلى الدنيا؟!..
أيها الحبيب: ارض عن ربك واقتدى بحبيبك صلى الله عليه وسلم مع أنه عاش مرارة اليتم ولوعته فقد كان راضياً.. افتقر حتى ما كان يجد التمرة فيربط على بطنه حجراً من شدة الجوع.. قلَّ المال في يده حتى اقترض من اليهودي راهناً درعه صلى الله عليه وسلم عنده.. نام على الحصير حتى ظهر أثر ذلك في جنبه.. كل هذا والرضا عن خالقه يملأ قلبه.. وما حفظ لنا التاريخ كلمة سخط نطق بها، بل كان أعظم الراضين على الإطلاق صلى الله عليه وسلم..
وفي الختام: أيها الحبيب إن عدم قناعتك وعدم رضاك وعدم توفيقك كل هذا من شؤم معصيتك.. وأخيراً: أحسن حالك مع الله تسعد في دنياك وأخراك..
انتظر رسالتك تخبرني بجديدك.. وفقك الله لكل خير.. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته..