آخر تحديث الساعة 06:03 (بتوقيت مكة المكرمة)

لا تقارنه بغيره

الاثنين 26 جمادى الآخرة 1429 الموافق 30 يونيو 2008
لا تقارنه بغيره
 

من ضروريات محبة الطفل كما هو ألاّ يشعر أنه مطالب بأن يصبح مثل فلان أو غيره. والمقارنة عموماً ليست أمراً محبّباً لنفوس الكبار، مثل أن تقارن الزوجة ما يفعل زوجها بغيره من الأزواج، فكيف بالصغار الذين لا تزال ثقتهم بأنفسهم بحاجة إلى رعاية واهتمام لتنمو نمواً طبيعياً، كما أنهم غير قادرين على مقاومة أثر المقارنة السلبي في تقليل إحساسهم بقيمة ذواتهم، ومطالبتهم بأن يصبحوا مثل عدة أشخاص متفوقين في آن واحد.
من أسرار نجاح ثقة الطفل بنفسه أن يشعر أنه طبيعي ومحبوب كما هو، وأنه يتميز عن غيره ببعض الجوانب الإيجابية، وأنه كذلك ليس مطالباً بأن يصبح مثل فلان. المقارنات تكون في كثير من الأحيان عامل هدم لثقة الطفل بنفسه؛ لأنها تُقدّم بشكل انتقاصي للطفل، بدلاً من عرضها على شكل تجربة إيجابية مماثلة لما لديه من نقاط تميز أخرى.
عند التعامل مع الأخطاء، تجعل المقارنات الطفل في موقف سلبي يشعره بأنه غير محبوب، وأن أعماله غير مرضي عنها، وأنه سيئ، بينما الطفل الآخر جيد. وعندما تكون المقارنات لرفع مستوى الطفل وتنمية مهاراته فإنها تساهم أيضا في إشعاره -وإن لم يخطئ- بأنه أقل مستوى من غيره، وأن الأطفال الآخرين ناجحون بينما هو فاشل، وأنه عاجز عن الوصول إلى المستوى الذي يتوقّعه والداه منه.
المفترض عندما يخطئ الطفل أن يكون الحديث مع الطفل عن الخطأ نفسه، وألاّ تكون المقارنة وسيلة يعتقد الوالدان من خلالها أنهما قادران على تعديل ذلك الخطأ.
الحديث عن الخطأ يجعل نظرة الطفل للخطأ أكثر من نظرته لنفسه، وعندما يبسّط المطلوب من الطفل بأن والديه يتوقعان منه ألاّ يكرر ما فعل فإن الأمر يبدو بسيطاً مقارنة بما يتوقع لو أنه قورن بغيره، وطُلب منه أن يصبح مثل فلان؛ فتلك مهمة شاقة، ولا يستطيعها مهما فعل.
أما عندما يريد الوالدان من طفلهما أن يتحسن في أمر معين فإن المفترض أن يتوجه الحديث نحو قدرات الطفل وإمكاناته دون الحديث عن غيره، وذلك بأن يكون التشجيع للطفل بأن يرفع من مستواه؛ لأنه قادر على ذلك بنفسه، وليس لأن فلاناً استطاع ذلك. نجاح الطفل في كتابة حرف الألف -مثلاً- يحفزه لتعلم كيفية كتابة بقية الحروف، أكثر مما لو قيل له إن أخاك استطاع كتابتها وهو في مثل عمرك.

تعليقات الفيسبوك

الآراء المنشورة لاتعبر عن رأي موقع الإسلام اليوم أو القائمين عليه.
علما بأن الموقع ينتهج طريقة "المراجعة بعد النشر" فيما يخص تعليقات الفيسبوك ، ويمكن إزالتها في حال الإبلاغ عنها من قبل المستخدمين من هنا .
مساحة التعليق تتسع لمناقشة الأفكار في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
  • - الهجوم على أشخاص أو هيئات.
  • - يحتوي كلمة لا تليق.
  • - الخروج عن مناقشة فكرة المقال تحديداً.

التعليقات

تعليقات الإسلام اليوم

 

تبقى لديك حرف