الجهاد الكبير 2/7

 

يفهم الكثيرون كلمة (جهاد)، على أنها رديف لكلمة (قتال)، ومن هنا أخذت رنينها الخاص، فالجهاد على هذا هو حمل السلاح في المعركة، وهو اختزال لمعنى كبير.

ومن جاري العادة أن يطلق المعنى العام على بعض أفراده، ولكن حين يكون هذا الإطلاق سبباً في انحراف التفكير والسلوك تدعو الضرورة للنأي عن هذا الاستعمال.

جاءني مرة أحد المتحمسين الذين وقعوا فيما بعد في ورطة التفجير الداخلي، وكان يقول لي: منذ طفولتي وأنا أقول: لا حل إلا بالجهاد! قلت له: هذا غلط نشأت عليه، وتأبى أن تعيد النظر فيه، ولعله لأول مرة يسمع مثل هذه المجابهة، وتهيأ للنـزال، ولكنه بهت حينما سمعني أصحح له وأقول: لا حل إلا بالإسلام، والإسلام ليس هو الجهاد، وإن كان الجهاد شعيرة من شعائره!

إن أول آية ذكر فيها الجهاد هي قوله سبحانه:" فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراًً" [الفرقان:52]. وهي آية نزلت بمكة قبل الإذن بالقتال، وقد تحدثت عن الجهاد بالقرآن، ووصفت الجهاد به بأنه (جهاد كبير).

فالجهاد الكبير، أو الأكبر، هو جهاد القرآن بتلاوته، وتدبره، وفهمه، والعمل به، والدعوة إليه، والوقوف عند حدوده، والصبر على أحكامه وتحكيمه في قرارات العقول، ومشاعر النفوس، وحركات الجوارح.

والجهاد بالقرآن قد يوجه للكافرين به كما في الآية (وَجَاهِدْهُم بِهِ)، فيعنى جهاد الحجة والبرهان والإقناع، وإعداد العدة لذلك بالعلم والبصيرة والحكمة والمجادلة بالتي هي أحسن.

وقد يكون الجهاد الكبير غير موجَّه للكافرين على وجه الخصوص، فيعني الجهاد في ميادين الحياة كلها، من الإصلاح والمعروف والبر والإقساط والتقوى والتواصل، وهذه ألفاظ وردت في القرآن الكريم في مقام الحث عليها، والأمر بالتعاون فيها مع الآخرين، والتواصي بها والصبر على تبعاتها.

إن لفظ (الجهاد الكبير) لفظ قرآني راسخ ومتقدم ومتميز، فيجب إبرازه وحشد الجهود حوله بمقتضى كونه (جهاد الحياة).

وهو الموضع الوحيد الذي وُصِف فيه الجهاد بأنه كبير، وهو كبير فعلاً بعمقه وامتداده ومشقة الصبر عليه أمام طوفان المتحمسين للاندفاعات العشوائية.

وقد جاء في حديث مرفوع "رجعنا من الجهاد الأصغر إلى الجهاد الأكبر" وهذا الحديث رواه البيهقي والخطيب بلفظ مقارب، وهو ضعيف، من رواية عيسى بن إبراهيم عن يحيى بن يعلى عن ليث بن أبي سليم ،والثلاثة ضعفاء

ولكن تغني عنه الآية الكريمة بوضوحها، وحين سألت النساء رسول الله صلى الله عليه وسلم عن مشاركتهن في القتال، قال: "عليهن جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة". رواه ابن ماجة, (وهو في البخاري بلفظ "جهادكن الحج" بل في لفظ: "لكن أفضل الجهاد، جهاد لا قتال فيه: الحج والعمرة".

فوصفه بالأفضلية، مع النص على أنه لا قتال فيه، فالحديث إذاً يفك الارتباط الذهني بين الجهاد والقتال بصورة لا لبس فيها.

وقد ورد في مواضع كثيرة في القرآن الكريم الأمر بالجهاد بالنفس والمال، وهذه شمولية بينة، لا تعني البذل في ميدان المعركة فحسب، بل تعني بذل النفس والنفيس في سبل الله، في سبيل الخير وطرقه وأسبابه كلها، سواء كانت لمصالح الدين أو لمصالح الدنيا.

وفي حديث أنس مرفوعاً "جاهدوا المشركين بأموالكم وأنفسكم وألسنتكم" رواه أبو داود ، والنسائي ، فالجهاد باللسان يكون بالدعوة والإصلاح والبيان وإقامة الحجة.

ومثله قوله صلى الله عليه وسلم لما ذكر الأئمة المضلين في آخر الزمان "فمن جاهدهم بيده فهو مؤمن، ومن جاهدهم بلسانه فهو مؤمن، ومن جاهدهم بقلبه فهو مؤمن..." أخرجه مسلم. فأشار إلى جهاد القلب بالصبر والإنكار ورعاية المعاني الشرعية الباطنة وتحقيقها.

وفي قوله سبحانه لنبيه صلى الله عليه وسلم:" يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ" [التحريم:9] تأكيد لهذا.

فإن من المجمع عليه أن جهاد المنافقين ليس هو قتالهم، وإنما هو أمر وراء ذلك، من المجادلة بالحجة والإقناع، أو اليقظة والتفطن والحذر، أو كشف خططهم وإحباطها.. وما شابه هذا.

إذاً هناك جهاد النفس والمال، وجهاد اليد واللسان، وجهاد القلب، وجهاد الدعوة، وهناك (جهاد الحياة):

جهاد المسلمين لهم حياة     ألا إن الحياة هي الجهاد

فبناء الحياة وتنميتها، والتأسيس لنهضتها، وتحقيق مصالح الناس ورفاهيتهم، وإصلاح العقول والنفوس والأبدان، وتحسين التعليم والصحة والاقتصاد والإعلام، ورفع مستوى المعيشة، وتطوير أبحاث العلوم، وتشجيع الإبداع، وحل المشكلات القائمة.. كل ذلك هو من الجهاد، وهو من طاعة الله ورسوله.

وكلمة جهاد مأخوذة في اللغة من الجهد، وهو بذل الوسع واستفراغ الطاقة، فكل من بذل وسعه واستفرغ طاقته في أمر مصلحة عامة أو خاصة دينية أو دنيوية لا إثم فيها، ولا قطيعة ولا إضرار بالآخرين فله حظ من هذا المفهوم.

إن الاختراعات الحديثة كالسيارة أو الهاتف أو الطائرة أو التلفاز.. قد أحدثت في حياة الناس ومجتمعاتهم وطرائق عيشهم في البناء والتواصل والفهم والبرامج المختلفة أكثر بكثير مما أحدثته المعارك الكبرى في التاريخ، وأصحابها أصبحوا مشاهير كشهرة القادة العسكريين العظام أو أكثر.

وهذا يؤكد على الأهمية الكبرى لتعميق هذا الفهم في نفوس الناشئة، ليدركوا أن نجاحهم في التعليم أو الابتكار أو التفكير الجاد هو مصلحة دنيوية، وإلى ذلك فهو جهاد أخروي يرجى لهم عليه جزيل الأجر ووافر الثواب، ومن سن في الإسلام سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها، فكم من الأجور تنالها حين تكون مخترعاً تقدم لملايين البشر تسهيلاً في سفرهم أو إقامتهم أو صحتهم أو علاقاتهم؟ أليس تغيب هذا المفهوم الرباني سبباً رئيساً ومسؤولاً أولياً عن التخلف الحضاري الذي يعيشه المسلمون؟ والذي لا يفكر الكثير من أبنائهم بالخلاص منه إلا من خلال البندقية التي صنعها غيرهم؟!

تعليقات الفيسبوك

الآراء المنشورة لاتعبر عن رأي موقع الإسلام اليوم أو القائمين عليه.
علما بأن الموقع ينتهج طريقة "المراجعة بعد النشر" فيما يخص تعليقات الفيسبوك ، ويمكن إزالتها في حال الإبلاغ عنها من قبل المستخدمين من هنا .
مساحة التعليق تتسع لمناقشة الأفكار في جو من الاحترام والهدوء ونعتذر عن حذف أي تعليق يتضمن:
  • - الهجوم على أشخاص أو هيئات.
  • - يحتوي كلمة لا تليق.
  • - الخروج عن مناقشة فكرة المقال تحديداً.

تعليقات الإسلام اليوم



تبقى لديك حرف
   

التعليقات

  1. 1- أبو محمد
    01:49:00 2010/08/17 صباحاً

    إذاً هناك جهاد النفس والمال، وجهاد اليد واللسان، وجهاد القلب، وجهاد الدعوة، وهناك (جهاد الحياة): جهاد المسلمين لهم حياة ألا إن الحياة هي الجهاد فبناء الحياة وتنميتها، والتأسيس لنهضتها، وتحقيق مصالح الناس ورفاهيتهم، وإصلاح العقول والنفوس والأبدان، وتحسين التعليم والصحة والاقتصاد والإعلام، ورفع مستوى المعيشة، وتطوير أبحاث العلوم، وتشجيع الإبداع، وحل المشكلات القائمة.. كل ذلك هو من الجهاد، وهو من طاعة الله ورسوله. نعم هذه صور من صور الجهاد ودلالاته في الشرع لكن الدلالة الشرعية الأولى لكلمة الجهاد هي قتال الكفار دفعا وطلبا ، الذي هو ذروة سنام الإسلام . فلماذا نفرغ اللفظ من دلالته الأم وندور بعيدا عنها ؟؟ وكون الأمة في مرحلة استضعاف قد يعذرها من المواجهة والصراع لكنه لا يعذرها من الاستعداد الروحي والمادي، وكل دعاوي الحوار وسلام العالم وانسانية التعايش لا تساعد أبدا على النهوض.

  2. 2- ابو حور
    06:53:00 2010/08/17 صباحاً

    لتسمح لي فضيلة الشيخ ان اقتص منك هذه القولة إن أول آية ذكر فيها الجهاد هي قوله سبحانه:" فَلَا تُطِعِ الْكَافِرِينَ وَجَاهِدْهُم بِهِ جِهَاداً كَبِيراًً" [الفرقان:52]. وهي آية نزلت بمكة قبل الإذن بالقتال، وقد تحدثت عن الجهاد بالقرآن، ووصفت الجهاد به بأنه (جهاد كبير). فالجهاد الكبير، أو الأكبر، هو جهاد القرآن بتلاوته، وتدبره، وفهمه، والعمل به، والدعوة إليه، والوقوف عند حدوده، والصبر على أحكامه وتحكيمه في قرارات العقول، ومشاعر النفوس، وحركات الجوارح. 00 وهي بلاشك باب لاصلاح النفس الخاصة والعامه عندما نجاهد انفسنا بالقران نكون قد عالجنا وصححنا انفسنا واخطائنا مما نتعلمه من هذا الكنز العظيم اللهم اجعلنا من اهل القران وخاصته مقال رائع وشدني كثيرا

  3. 3- سامي
    09:57:00 2010/08/17 صباحاً

    قولوا بربكم كـيف نجاهد الكفار والمنافقين؟! الذين يقتلون المستضعفين!

  4. 4- بشر الحافي
    02:59:00 2010/08/17 مساءً

    كلٌ منكم على ثغر فليحذر أحدكم أن يؤتى من قبله ،،،، وما سدت الثغور بمثل قيس ، فهل من قيس بقية؟!

  5. 5- سارة
    05:47:00 2010/08/17 مساءً

    سلم يراعك وعقلك وقلبك يا شيخنا!

  6. 6- أيمن منصور
    01:52:00 2010/08/18 صباحاً

    اللفظ فى القران علي ظاهرة او اعلى وليس على ظاهرة او ادني كما يفعل من يؤل القران خاصة على ما يريد او يراد منة بمعني اذا قال اللة (ناقة الله) فهو يعني ناقة او اكبر او ربما ناقه اروع من غيرها لكنة لا يقد ابدا قطة او حمار ولو قال اللة "وصية من اللة " فالمراد واللة اعلم انة فرض من اللة اي انة الاعلى لان المتكلم هواللة وعندما يتكلم القران عن الجهاد فى سبيل اللة فهو ينتهي بالشهادة وذلك يمكن ان يحدث فى القتال بكل صورة فى ساحة المعركة او عند قول كلمة حق عند حاكم ظالم (قصة الشهيد سيد قطب) او ببذل المال الى المجاهدين وكل ذلك يودي الى الشهادة ويعرض المجاهد الى الاخطار وهو فى سبيل اللة اما ما ذكرة الشيخ بارك اللة فية فى المقالة فهو تأويل غريب فى ان رجل يفعل ما جبلت علية نفسة فى "فبناء الحياة وتنميتها، والتأسيس لنهضتها، وتحقيق مصالح الناس ورفاهيتهم" فاذا ما مات هل كان ذلك شهادة فى سبيلا اللة الجواب لا والف لا. تاويل اللفظ القراني وصرفة الى معاني اوسع او مختلفة يجب ان يكون لة قرينة واعتذر للشيخ لاعتراضي على هذا الراي

  7. 7- ابن الاسلام
    02:56:00 2010/08/18 صباحاً

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته بارك الله فيك و جزاك الله الف خير ...من اعظم معاني الجهاد هو ابطال مبداء العدو و االمنافق ..او الطرف الاخر وذلك بابطال مبدئه و اثبات فشل مبادئه و ليس بمقاتلته..

  8. 8- سلمان
    06:15:00 2010/08/18 صباحاً

    نحن لسنا ندآ لكم ياشيخ سلمان لكن انت تقول وشيخآ طيب مثلكم يقول وشيخ كريم يقول ولنا ارواح وقلوب وطائر معلق بأعناقنا ونقول للشيخ الحوالى كلام تشربه الارواح فى بعض فتاويه مثلكم الشيخ الدكتور سفر بن عبدالرحمن الحوالي من محاضرة: صفات أولياء الله إذا كان الإنسان ذليلاً للمومنين، وفي المقابل مع الكافرين عزيزاً غليظاً عليهم، فقد حقق الشرطين، وهذا لا يتعارض مع العدل، ولا يعني الغلظة على الكافر أنه ظالم للكافر بل هو العدل، ولذلك نحن عندما نجاهدهم فإننا نجاهدهم لأن الجهاد عدل، ونجاهدهم ونغلظ عليهم كما أمر الله تعالى رسوله صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فقال: يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ [التحريم:9]، وقال: وَلْيَجِدُوا فِيكُمْ غِلْظَةً [التوبة:123]. فهذه الغلظة من العدل، وليس فيها اعتداء، بل هي حق لا تعني الظلم، ولا تعني البغي، حتى ونحن نجاهدهم فإننا لا نقتل إلا من أمرنا الله بقتله، ولا نقتل من نهانا النبي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عن قتله، ففي كل أمورنا نحن مقيدون بالعدل وبالقسط وبالحق. إذاً: هذا لا يتعارض مع العدل، والغلظة أن يرى عدو الله تعالى منك ما يغيظه ويكدر أمره، إما بكلمة غليظة، ولا نعني بكلمة غليظة أن الإنسان يسب أو يشتم وإنما بالقوة في الحق والموقف، وإما عملاً يسيء إليه، كأن تهدم ما يبني هذا الكافر، وتحبط عمله، وتجتهد في رد كيده، وإفشال سعيه. وأما إن كان أعلى من ذلك كمن يريد بالإسلام والمسلمين حرباً، فتحاربه وتقاتله، وتقتله إذا لم يكف شره إلا بذلك، وإذا لم يخضع لحكم الله، ويدفع الجزية؛ فإنه يقاتل حتى يقتل.

  9. 9- هي نعم هي
    10:15:00 2010/08/18 صباحاً

    مجاهدة حبك أعظم جهاد

  10. 10- أم البنين
    12:17:00 2010/08/20 صباحاً

    تصحيح مفهوم الجهاد كما ورد في هذه المقالة يحتاج تكثيف خصوصاً لشباب الذي يغلب عليه الحماس فياليت نتوسع في مثل هذه المفاهيم ونشرها على نطاق اكبر

  11. 11- علي القيسي
    02:33:00 2010/08/20 مساءً

    مقال رائع يحتاج للنشر ........... جزاك الله كل خير ونفع بعلمك

  12. 12- محب الخير
    01:28:00 2010/08/21 صباحاً

    أتمنى من شيخنا -حفظه الله- أن يتكلم عن فضل الجهاد (الذي هو قتال الأعداء)

  13. 13- ابو يوسف
    12:58:00 2010/08/22 مساءً

    رحمك الله ياشيخ يوسف

  14. 14- اخت المجاهدين
    11:31:00 2010/08/22 مساءً

    السلام عليكم ورحمه الله وبركاته الم يتفق الفقهاء على انا الجهاد هو القتال اليس لك ياشيخ اخوان مستضعفين في الارض انسيت الاندلس وفلسطين والعراق وافغانستان وطقشند وجزء كبير من روسيا وماحكم هذاالجهاد اليس فرض عين الجهاد الكبير انجلس ونتدبر القران ونصلح تجارتنا وزرعنا ونحصل على اعلى شهادات ونتدبر القران فعلا هو جهاد كبير لنتدبر ايات القتال والجهاد والحث عليه لنفهمها ونعيها نقف عند تشريعها ونفهم مقاصدها هل تريد من المجاهدين ان يقفو من جاهدهم الذي هو حمايه لللآسلام وللقران حمايه لنا ويتركو النساء تغتصب والارامل وشيوخ تهان الم يهن القرأن في السجون الم يهن نبينا الم يعلنو الحرب علينا وبكل وقاحه حرب صلبيه هم يعلنونها صراحه ونحن نتعذر منهم ونحث شبابنا على تحصيل اعلى شهادات العلميه والعمليه والانسانيه بماانها دارجه هاليومين الانسانيه ونسينا ديننا وجهادنا الذي توجد به اكمل الانسانيه ورضينا بذل والخنوع لنراجع فقه الجهاد لنراجع سير الصحابه لنراجع سوره التوبه والانفال لنراجع المخلفين عن الجهاد ولنتدبر ايات المنافقين ونعوذ بالله ان نكون واياك والمؤمنين فينا احد خصالهم ونصيحه ياشيخي الكريم لنرجع لتفسير سوره التوبه الشيخ عبدالله عزام

  15. 15- اخو يوسف
    07:25:00 2010/08/24 صباحاً

    بارك الله فيكي اختي ( اخت المجاهدين ) هل عجزت ياسلمان ان تذكر هذه الاية وتفسيره ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ) (الأنفال : 65 ) قال ابن كثير رحمه الله يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ أي حُثَّهم عليه أو مُرْهم به, ولهذا كان رسول الله يُحرِّض على القتال, عند صفهم ومواجهة العدو, كما قال لأصحابه يوم بدر حين أقبل المشركون في عَدَدَهم وعُدَدِهم: «قوموا إلى جنة عرضها السموات والأرض» ؛ فقال عمير بن الحمام: عرضهاالسموات والأرض ؟ فقال رسول الله «نعم», فقال: بخ بخ فقال: «ما يحملك على قولك بخ بخ ؟» قال: رجاءَ أن أكون من أهلها, قال «فإنك من أهلها» فتقدم الرجل, فكسر جفن سيفه, وأخرج تمرات فجعل يأكل منهن, ثم ألقى بَقِيَّتَهُن من يده وقال: لئن أنا حييت حتى آكلهن إنها لحياة طويلة, ثم تقدم فقاتل حتى قتل رضي الله عنه, وقال السعدي رحمه الله : يقول تعالى لنبيه : " يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ " أي : حُثَّهم واستنهِضْهم إليه بكل ما يُقَوِّي عزائمهم ، ويُنشط هممَهم ، من الترغيبِ في الجهاد ، ومقارعةِ الأعداء ، والترهيبِ من ضدِّ ذلك ، وذكرِ فضائل الشجاعة والصبر ، وما يترتب على ذلك من خيرٍ في الدنيا والآخرة ، وذكرِ مضارِّ الجُبْـن ، وأنه من الأخلاق الرذيلة ، المنقِصة للدين والمُروءة ، وأن الشجاعة بالمؤمنين ، أولى من: غيرهم ... وقال ابن عطية رحمه الله قوله (حَرِّضِ ) معناه حُثَّهم وحُضَّهم ... قال النقاش وقُرئت ( حرص) بالصاد غير منقوطة والمعنى متقارب والحارض الذي هو القريب من الهلاك لفظة مباينة لهذه ليست منها في شيء... وقالت فرقة من المفسرين المعنى حرض على القتال حتى يَبِينَ لك فيمن تركه أنَّه حرض... قال القاضي أبو محمد وهذا قول غير مُلتئم ولا لازم من اللفظ ونحا إليه الزجاج ... والقتال مفترض على المؤمنين بغير هذه الآية وإنما تضمنت هذه الآية أمر النبي بتحريضهم على أمر قد وجب عليهم من غير هذا الموضع . قلت : يعني قوله عز وجل :(كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ وَهُوَ كُرْهٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ وَعَسَى أَن تُحِبُّواْ شَيْئاً وَهُوَ شَرٌّ لَّكُمْ وَاللّهُ يَعْلَمُ وَأَنتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ) (البقرة : 216 وقال أبو السعود رحمه الله : (يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ) بعدما بيَّن كفايته تعالىإياهم بالنصر والإمداد بقوله_يَـٰأَيُّهَا ٱلنَّبِىُّ حَسْبُكَ ٱللَّهُ وَمَنِ ٱتَّبَعَكَ مِنَ ٱلْمُؤْمِنِينَ ) أَمَر نبيَّه بترتيب مبادي نصره وإمداده وتكرير الخطاب على الوجه المذكور لإظهار كمال الاعتناء بشأن المأمور به قال : (حَرِّضِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى الْقِتَالِ ) أي بالغ في حثهم عليه وترغيبهم فيه بكل ما أمكن من الأمور المرغبة التي أعظمها تذكير وعده تعالى بالنصر وحكمه بكفايته تعالى أو بكفايتهم وأصل التحريض الحرض وهو أن ينهكه المرض حتى يشفى على الموت وقال الراغب كأنه في الأصل إزالة الحرض وهو ما لا خير فيه ولا يعتد به قلت فالأوجه حينئذ أن يجعل الحرض عبارة عن ضعف القلب الذي هو من باب نهك المرض وقيل معنى تحريضهم تسميتهم حرضا بأن يقال إني أراك في هذا الأمر حرضا أي محرضا فيه لتهيجه إلى الإقدام وقرئ حرص بالصاد المهملة وهو واضح. اهـ. ارجو ان لاتحذف ردي كسابقه

  16. 16- حمد بن صالح المري
    12:25:00 2010/11/08 مساءً

    أخي الكريم (أخو يوسف): هل تعني ما تقول؟!! تُريدُه يُحرّض على قتال مَنْ؟

  17. 17- عابر في سبيل الله
    04:22:00 2012/03/10 صباحاً

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته هل هاذا الجهاد الذي نسمع عنه من الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة رضوان الله عليهم والخلفاء الراشيدين الذي فيه الفتوحات والغزوات والنصر والاستشهاد قال تعالى { قل إن كان آباؤكم وأبناؤكم وإخوانكم وأزواجكم وعشيرتكم وأموال اقترفتموها وتجارة تخشون كسادها ومساكن ترضونها أحب إليكم من الله ورسوله وجهاد في سبيله فتربصوا حتى يأتي الله بأمره والله لا يهدي القوم الفاسقين } وقال ايضا سبحانه ( يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون ) ( ياأيها الذين آمنوا من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه أذلة على المؤمنين أعزة على الكافرين يجاهدون في سبيل الله ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ) اعذرني لقولي هاذا فاءني اشك انكم لاتريدون ان تعززو الاسلام واصلاح مصالح المسلمين والله اعلم سبحاته وتعالى